02‏/06‏/2011

كوب نسكافيه





خطايَ مثقلة بتلك الأحمال التي تشدُّ إلى الخلف، أو في أحسن الأحوال تبطئ المسير وتجعله صعبًا صعوبةَ البكاء في هذه الأيام.. على أية حال.. أعلم أنها ليست النهاية، يبدو أنه لابد هنا من كوب النسكافيه الساخن، وقلم، ورقعةٍ كافِيةٍ من الورق -ولا أظن أن هناك ما يكفى فعندي الكثير لأقوله-.

حسنٌ، إنه وقت اعتصار القريحة إذَن.. أتخِذُ وضع المستعد لكتابةِ إلياذةٍ جديدة، انتظِرْني أيها العالَم.. ستدركُ يومًا مَن أكون، وعندها لن تجِدَ مني سوى إيماءةٍ باهتة، أرشفُ رشفةً من الكوب الساخن وأغمضُ عينيَّ مستسلمًا لحالة من الاستغراق في اللاشئ.. أزور مدُنًا لم أزرها من قبل ولم يزرها بشر، بل أرى عالمًا آخرَ يتشكل غير عالمنا البغيض.. رشفة أخرى.. أومئُ برأسي لحورياتٍ كأبدع ما يكون، يلَوِّحنَ إليَّ من هناك بابتساماتٍ تُعيد تعريفَ الأنوثةِ من جديد.. أبتسمُ وأنصرف..

و.... رشفة أخرى.. أشعر بيدي ضاغطةً بشدة على القلم.. لا بأس، إنها الإرهاصات يا عزيزي، لابد وأنه سيكونُ عملاً إبداعيًا خارقًا.

أستسلمُ للغرق مرةً أخرى فأراني فجأةً على القمر.. يا الله كم أحب القمر والورد والبحر!... العجيب أنهم قفزوا في ذلك المشهد للتوِّ ليكتمل في لوحةٍ غير متناسقة ولكنها باهرة السِّحر، عظيم.. رشفة عميقة، والقلم يداعب رقعة الورق الخالية إلا من سطور مصفوفة تنتظر، وكأنه يريد أن يقفز من قبضتي إليها... أتمَشَّى على أرضٍ ثلجيةٍ بيضاءَ ممتدةٍ إلى أن تَحِدَّ من بياضها الصارخِ النقاء زُرقةُ السماء.

رشفة أخيرة تحُطُّ بي في حجرتي ثانيةً ولم أكتب شيئًا!... رباه... لم أكتب شيئًا!!، مزَّقَتني نظرةُ القلم لي حين لمَحتُه بائسًا في يدي، ما أقسى عتابكَ يا قلم، فعلتُ وُسعِي ولكن أبَى شبَقي للكتابةِ إلا أن أُفرغَ كوبَ النسكافيه.. إذَن لابد من كوبٍ آخر!.. سأعود، انتظرني هاهنا يا بطل لنستكملَ عملَنا الإبداعيَّ العظيم الذي سيتحدثُ عنه العالمُ بأسرِه!!... أربِتُ عليه، وأقومُ لنداءِ النسكافيه، أو نداءِ الشهوة للكتابة بالأحرَى...

انتظِرْ !! ..ما هذا ؟؟؟... خطايَ مثقلة بتلك الأحمال التي تشدُّ إلى الخلف، أو في أحسن الأحوال تبطئ المسير وتجعله صعبًا صعوبةَ البكاء في هذه الأيام!!.
_____________
عدنان أحمد2/6/2011

هناك تعليقان (2):

خربشات امرأة يقول...

شعور جميل حالما نشد الرحال الى صحاري الكتابة وواحات القلم..
اخي مشاعر شاعر.. وكأنني احتسي انا الاخرى كوب النسكافيه علني احظى ببعض الرفقة في دروب الكتابة..

لك كل التحية على ماخطته اناملك وسلمت يداك..

تحيتي لك..

عدنان أحمد يقول...

نعم بالطبع إنه شعور رائع.. ولكنني غالبا ما أذهب ظامئا وأعود أظمأ مما ذهبت، ولو احتسيت من النسكافيه ألف كوب :)

أسعدتني زيارتك كثيرا وأثرك الرقيق على ما كتبت، وأتمنى دوام التواصل..

تحيتي لكِ